روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أخشى كلام الناس.. بهذا الزواج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أخشى كلام الناس.. بهذا الزواج


  أخشى كلام الناس.. بهذا الزواج
     عدد مرات المشاهدة: 1904        عدد مرات الإرسال: 0

أختي تبلغ من العمر 26 وهي سعودية تقدم لها شخص أجنبي مصري الجنسية وهو شخص محترم حسب كلامها.

وهو زميل عمل وهو شخص مسئول عن عملها فهي متردده في الاجابه لأنها تخشى ان يقال عنها إنها كانت على علاقة به من قبل كل المجتمع المتواجدين حولها.

وهي معاذ الله عكس ذلك جدا إنسانه عمليه ونشيطه وما تحب سوالف العلاقات فما الحل من وجهة نظركم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى .. والصلاة والسلام على النبي المصطفى .. وبعد,

أخيتنا الغالية .. الخيل الصامت ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وأهلاً ومرحباً بكِ في موقع المستشار .. الموقع الرائد في عالم الاستشارات ..

أيتها الحبيبة .. بارك الله فيكِ ..

نثني عليكِ حرصكِ على مستقبل أختكِ .. ونشكر لكِ سؤال أهل الاختصاص .. وفقنا الله وإياكم وجعلنا مباركين أين ما كنا ..

عزيزتي ..

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : [ إذا خَطَبَ إليكم من تَرضَون دِينه وخُلُقَه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ]. رواه الترمذي ..

لقد بين الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم المعايير التي ينظر ويعتدّ بها في قبول شخص أو رفضه حين يتقدم للزواج فذكر الدين أولاً؛ لأن صلاح العلاقة بين العبد وربه تكفل صلاح علاقته مع بقية الخلق ..

ثم الأخلاق؛ لأن الدين هو الذي يهذب الأخلاق .. فبالتالي تبحر سفينة الأسرة بسلام عندما يتوفر هذين المعيارين في الزوج ..

ثم ينظر في عدة أمور أخرى تكون بمثابة مقومات لاستقرار وسعادة الأسرة المتكونة .. وحتى يتم أخذ القرار بشكل صحيح وسليم أنصح باتخاذ الخطوات التالية .. ( واعذريني هنا .. سأوجه الخطاب لأختكِ المخطوبة وأتمنى أن تطّلع على الاستشارة وعلى الحلول المقترحة ) ..

1- يقول – صلى الله عليه وسلم - : [ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ ] رواه الترمذي .. فجعل الولي شرطاً من شروط عقد النكاح لسبب مهم وهو أن ولي المرأة يعرف مخابر الرجال، ويستطيع أن يستشف تفاصيل دقيقة قد تغيب عن عاطفة وعقل المرأة، وتكون حاسمة في القبول أو الرفض .. وبالتالي على ولي أمركِ من أب بالإضافة إلى أخوتكِ الذكور أن يسألوا عن المتقدم من كل النواحي:

عن دينه، بسؤال إمام المسجد الذي يرتاده المتقدم .. هل هو من المحافظين على صلاتهم أو من المفرطين .. فأمر الصلاة عظيم يقول – صلى الله عليه وسلم - : [ الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ] رواه الترمذي ..

ليس فقط في تصنيف الناس مسلم وكافر إنما يقول تعالى: { ِإنَّ الصَّلَاة تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }( العنكبوت : 45 ) .. فهي إن أدت بإتقان كانت الواقية من المعاصي والمنكرات التي قد تنغص على كيان الأسرة أو قد تنهيها ..

بالإضافة إلى أن تعامل والدكِ وأخوتكِ مع المتقدم يكشف خلقه وفكره من خلال سلوكه وحديثه، فقد تظهر أمور لكِ لم تكن تظهر أثناء العمل ..

فالبعض قد تكون له شخصية خاصة بالعمل وشخصية اجتماعية مختلفة تماماً لشخصيته أثناء عمله .. بالإضافة إلى السؤال عن أسرته وعلاقته بوالديه، ووضعه المادي، وكل التفاصيل الصغيرة التي تؤثر في الحياة الزوجية والأسرية يتم السؤال عنها بدقة؛ حتى إن قبلتِ أو رفضتِ تكونين على بينه ..

2- خذي ورقة وقلم وسجلي كل صفاتكِ السلبية والإيجابية، وما تريدينه في شريكِ حياتكِ، وما الذي تطمحين لتحقيقه في حياتكِ الزوجية والأسرية .. وارسمي تصوراً لحياتكِ الزوجية والأسرية .. ثم سجلي كل الصفات السلبية والإيجابية التي ظهرت لكِ في المتقدم، وأضيفي عليها كل ما يزودكِ به والدكِ وأخوتكِ من معلومات عن المتقدم ..

3- إن العادات والعرف والثقافة الاجتماعية قد تكون متباينة وبشكل كبير من منطقة لأخرى في نفس الدولة .. إذا قد تختلف هذه العادات حتى في أسر العائلة الواحدة فما بالك بين دولتين .. لا شك أن أيدلوجية مجتمع ما تصطبغ في سلوكيات ومبادئ وقيم أفرادها ..

لا أريدكِ أن تنظري لما تحت قدميكِ ولا تفكري إلا باللحظة الآتية .. بل أريدكِ أن ترفعي رأسكِ قليلاً وتنظري على مد بصركِ وتري المستقبل وتتوقعي كيف سيكون شكله .. بعدما تنجبي البنين والبنات ويكبروا ويصبحوا في سن الزواج .. كيف ستكون تربيتهم وفي أي دولة سيستقرون فيها ليعيشوا ..

4- من تزوج على عجل, ندم على مهل .. لذا أدرسي خياراتكِ جيداً ولا تتعجلي .. أدرسي الموضوع بعيداً عن عاطفتكِ .. وقيسي الأمور بعقلكِ ..

واستشيري من تري فيه الحكمة من أفراد أسرتكِ، خصوصاً والدكِ وأخوتكِ الذكور .. فليس هناك من يريد مصلحتكِ ويريدكِ أن تسعدي بزيجتكِ مثلهم ..

5- ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار .. استخيري أكثر من مرة؛ حتى يكتب الله لكِ الخير في أمركِ، إما بالقبول أو الرفض .. وصفتها:

عن جابر – رضي الله عنه – قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن: (( إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك.

وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه.

واقدُر لي الخير حيث كان، ثم رَضِّني به، ويسمي حاجته )) رواه البخاري . و كرري الدعاء الوارد فيها في معظم وقتك ..

6- لن يوفق الله عبداً بعيداً عنه .. وإن رزقه على معاصيه فهو استدراجٌ له .. لذا تقربي إلى الله بكثرة الأعمال الصالحة وخصوصاً الصلاة على وقتها في خشوع .. أكثري من الدعاء وأنتِ موقنة .. وتحيني ساعات الإجابة عند السجود وفي ثلث الليل الأخير .. أكثري من الاستغفار فهو باب لكل خير وفلاح ..

7- إن عمل الإنسان في مكان مختلط يجعله معرضاً للفتن .. فأتقي صانكِ الله مواضع الفتن تسلمي .. وتعاملي مع رؤساءكِ وزملائكِ بمهنية عالية بعيداً عن العواطف وإبداء المشاعر ..

قال تعالى: { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ( غافر: 19 ) , { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } ( الطلاق : 2/3 ) وفقنا الله وإياكِ لكل خير ..

وختاماً ::

أسأل الله بمنه وكرمه أن يختار لكِ الخير وييسره لكِ .. و أن يرزقكِ بالزوج الصالح الذي تقرّ به عينكِ ويسعد له قلبك .. ويرزقكِ الحياة الزوجية السعيدة الهانئة المستقرة المطمئنة، وأن يحقق لكِ كل ما تصبوا له نفسكِ وتتمناه .. إنه جواد كريم ..

وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .. دمتِ بود ..

الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي

المصدر: موقع المستشار